من / هدى الكبيسي و آمال عبيدي ..
أبوظبي في 9 نوفمبر / وام / تنتهج دولة الامارات العربية المتحدة
استراتيجية وطنية تهدف إلى تحقيق الأمن والاستقرار والعدالة والمساواة
لكل من يعيش على أراضيها من مواطنين ومقيمين وذلك انطلاقا من قيم
التسامح والتعايش السلمي الذي إتخذته الدولة شعارا لها منذ قيام
الاتحاد.
وتحرص المؤسسات العقابية في شرطة دبي من خلال الأسس وتطبيق
القواعد المعتمدة عالميا على توفير السبل الكفيلة بإصلاح وتأهيل نزلاء
المؤسسات العقابية وإعادة دمجهم في محيطهم الاجتماعي والأسري ليكونوا
فاعلين لأنفسهم ولأسرهم وللمجتمع الذي يعيشون فيه والمساهمة في التنمية
التي تشهدها الدولة.
وفي هذا الاطار .. حرصت المؤسسات العقابية على تخفيف معاناة
النزلاء وأسرهم من كافة الجنسيات وذلك التزاما بقيم التسامح حيث عملت
المؤسسات العقابية وبالتعاون مع القطاعات الحكومية والخاصة والجمعيات
الخيرية وأهل الخير على تقديم تبرعات مالية لمساعدتهم .
وفي حديث للعميد علي الشمالي مدير الإدارة العامة للمؤسسات
العقابية في شرطة دبي لوكالة أنباء الامارات “وام” .. أكد أن الإدارة
العامة للمؤسسات العقابية والاصلاحية في دبي تعمل بكل إمكانياتها في
سبيل التخفيف من معاناة النزلاء في المؤسسات العقابية من خلال المبادرات
التي تقدمها للعمل على تسخير كافة الإمكانيات من أجل مساعدة النزلاء
والتخفيف من معاناتهم.
وحول طبيعة المساعدات التي يتم تقديمها، قال العميد الشمالي إن
المؤسسات العقابية تقوم بتقديم المساعدات وبعض الخدمات للنزلاء والتي
تشتمل على دفع رواتب شهرية لأسر النزلاء ودفع رسوم دراسية عن أبناء
النزلاء وإيجار سكن لأسر النزلاء بعد دراسة كل حالة كما انها تقوم
بتوفير الجوانب المادية الخاصة بالنزلاء وتعمل على دفع بعض المستحقات
التي تترتب عليهم .
وأضاف : عندما أعلن صاحب السمو الشيخ خليفة بن زايد آل نهيان
رئيس الدولة “حفظه الله” عام 2019 “عاما للتسامح” بدأت الإدارة العامة
للمؤسسات العقابية تخطو خطوات في مجال التسامح الذي تعتز به المؤسسات
العقابية التي غرسها فينا المغفور له الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان طيب
الله ثراه وبدأت المؤسسات العقابية تعمل على تنفيذ مجموعة من البرامج
التأهيلية والتدريبية للنزلاء من أجل تأهيلهم وتنمية قدراتهم العلمية
والمهنية بالإضافة إلى عقد مجموعة من المحاضرات والندوات والدورات
والفعاليات الخاصة بهم .
وأوضح أن المؤسسة ومنذ بداية العام الجاري وحتى شهر سبتمبر الماضي
نفذت حوالي 14 مبادرة خاصة بعام التسامح وهناك 4 مبادرات جديدة سوف يتم
تنفيذها خلال الفترة القادمة ومن ضمن المبادرات التي ستنفذها الادارة
العامة وتتمثل في عقد اجتماع او لقاء بين رجال الدين من القيادة العامة
ورجال الكنائس لبث روح التسامح والاخوة بين النزلاء ..مشيرا إلى أن
الادارة العامة قامت بتنفيذ مبادرة لم الشمل كما قامت المؤسسة بعقد
اجتماعات خارج المؤسسات العقابية لذوي النزلاء وتقبلوا الفكرة وتم
اللقاء بين الأهل والابناء والبنات داخل المؤسسات العقابية وكانت
المبادرة ناجحة وتم تنفيذ أكثر من حالة.
ولفت في هذا السياق إلى مبادرة أخرى تم تخصيصها لأطفال النزيلات
الموجودين في المؤسسات العقابية بحيث يتم ابعادهم من جو المؤسسات
العقابية بالرغم من تواجدهم أساسا في حضانات المؤسسة وبعيدين كل البعد
عن جو السجون إلى جانب مبادرات اصطحاب أطفال النزيلات إلى بعض مراكز
التسوق ومنحهم الفرصة للتسوق وشراء مايرغبون به بكل حرية كما تم
اصطحابهم إلى بعض أماكن الألعاب مثل كيدزينيا حيث تركت هذه المبادرات
أثرا كبيرا في نفوس وسلوكيات هؤلاء الأطفال ..كما تم جمع أطفال النزيلات
مع أطفال موظفي وموظفات المؤسسة في مبادرة أخرى لاقت نجاحا كبيرا وأثرت
على سلوكياتهم ونفسيات أطفال النزيلات.
وقدمت المؤسسة مبادرات أخرى منها الافطار الجماعي في شهر رمضان
وجمع النزلاء في يوم مفتوح.
وأكد عدد من نزلاء المؤسسات العقابية لوكالة أنباء الامارات ”
وام” أنهم اكتسبوا الكثير من المفاهيم والقيم الإنسانية من خلال تواجدهم
في المؤسسة لاسيما قيم التسامح والتعايش مع مختلف الجنسيات مما انعكس
عليهم إيجابيا واستطاعوا التكيف في بيئة متنوعة ثقافيا ودينيا
واجتماعيا.
وقال النزيل “و.ل” : عند دخولي الى المؤسسة العقابية لانهاء الحكم
الذي صدر بحقي لم يكن لدي أي معرفة عن القوانين والأنظمة داخل المؤسسة
وقدم المسؤولون اللذين يعملون في المؤسسة لي شرحا وافيا عن التعليمات
التي يجب اتباعها.
وأضاف : تفاجأت بوجود أكثر من جنسية مختلفة في مكان واحد وعلى
مدار الـ 24 ساعة فهذا ليس بشئ بسيط فهناك اختلاف في الديانات واللغات
والطبائع والعادات ..مشيرا إلى أن ذلك مثل له تحديا كبيرا ولكن من فضل
الله ومن ثم الحكومة باعلانها عن عام التسامح جعلتنا بالفعل متسامحين
نستحمل بعضنا ونقدر شعور الآخرين .
ولفت إلى أن إدارة المؤسسة قدمت العديد من البرامج التأهيلية
والتوعوية والترفيهية حيث قامت بإنشاء الملاعب الرياضية وتكوين فرق
رياضية شارك فيها جميع النزلاء بجنسياتهم المختلفة.
من جانبه قال النزيل “ال.م” : يعكس احترام إنسانية النزلاء
والتسامح طبيعة الشعب الإماراتي وسماحتهم وخلقهم الإنساني المتسامح وذلك
لانفتاحه على جميع الجنسيات المتواجدة على أرضه حيث يعيش الجميع بحب
وتفاهم واحترام وتعايش سلمي بالرغم من وجود بعض الاختلافات وهذا دليل
على سماحة شعب الإمارات.
وأوضح أن المؤسسات العقابية تقدم عددا من البرامج المتنوعة التي
تهدف إلى إصلاح النزلاء والحيلولة دون عودتهم إلى طريق الضلال والجريمة
مرة أخرى .
وأشاد النزيل “م.ك” بحرص العاملين في المؤسسات العقابية على احترام
جميع حقوق النزلاء دون تمييز بين الدين أو اللغة ما يعكس التزام دولة
الإمارات بتحقيق العدالة للجميع ..مشيرا إلى أنه استطاع التواصل مع كافة
النزلاء دون أي حواجز ثقافية أو دينية أو غيرها .
وقال النزيل “أ.ك” : أعيش مع مجموعة من الأفراد المختلفين في كثير
من الأشياء مثل اللغة والدين وتعلمنا في المؤسسة المعنى الحقيقي للتسامح
والعفو عن الآخرين.