الشارقة في 24 سبتمبر/ وام / أكد الشيخ سلطان بن أحمد القاسمي رئيس
مجلس الشارقة للإعلام أن الشباب هم ثروة الوطن وصناع المستقبل والأمل
واليقين داعيا إلى ترسيخ ثقافة شبابية تطوعية وطنية أساسها الانتماء
والعطاء غير المشروط وقال إن الوطن أمانة ومسؤولية يحملها الشباب اليوم
كونهم قوته المنيعة وأعمدة البناء.
جاء ذلك خلال لقاء الشيخ سلطان بن أحمد القاسمي مع أكثر من 800 طالب
وطالبة من كليات التقنية العليا ضمن مبادرة “لقاء” التي دشنتها الكليات
ضمن سلسلة حلقات تهدف إلى إعداد جيل من رواد ورائدات الأعمال .
و تتيح هذه المبادرة الفرصة للشباب والفتيات للقاء شخصيات وطنية
وقيادة ناجحة تلهمهم بفكرها وتجاربها في مجال ريادة الأعمال.
وأشار الى حرص إمارة الشارقة على توفير كل الدعم لقطاع الشباب وفق
توجيهات صاحب السمو الشيخ الدكتور سلطان بن محمد القاسمي عضو المجلس
الأعلى حاكم الشارقة لافتا إلى ما يجسده سموه من نموذج وقدوة في الحكمة
وبعد النظر والتعلم من التجارب لتحقيق النجاح، وأن بناء الإنسان على
قائمة الأولويات التي تنعكس ايجابا على التنمية الاقتصادية .
واتسم لقاء الشيخ سلطان بن أحمد القاسمي مع طلبة كليات التقنية
العليا بالودي والبعيد عن الرسميات وحمل في طياته روحا ملهمة بالكلمات
والتجارب والخبرات التي حفزت الحضور على التفاعل وطرح أسئلتهم شغفا
لمعرفة المزيد عن تجربة الشيخ سلطان بن أحمد خاصة التحديات التي واجهته
على مستوى ريادة الأعمال و كيف تجاوزها الى النجاح والإنجاز.
حضر اللقاء .. سعادة خولة الملا رئيسة المجلس الاستشاري لإمارة
الشارقة و سعادة عبد اللطيف الشامسي مدير مجمع كليات التقنية العليا و
سعادة الدكتور خالد عمر المدفع رئيس مدينة الشارقة للإعلام وسعادة طارق
سعيد علاي مدير المكتب الإعلامي لحكومة الشارقة، وسعادة مروان جاسم
السركال الرئيس التنفيذي لهيئة الشارقة للاستثمار والتطوير “شروق”
وسعادة خليفة الشيباني، مدير عام تلال العقارية والقيادات العليا
للكليات وأعضاء من الهيئتين الإدارية والتدريسية.
و أوضح الشيخ سلطان بن أحمد القاسمي خلال استعراض تجربته في ريادة
الأعمال، أن تحديد الأهداف بوضوح وموضوعية مهم جدا في مجال ريادة
الأعمال وأن الطموح حق مشروع لكل شخص بل ومطلب من شباب اليوم لأننا نعيش
في عالم متسارع يتمتع بالتنافسية العالية، مشيرا إلى أن بناء رصيد معرفي
في مختلف المجالات والاطلاع على قصص نجاح يمثل قاعدة مهمة لتحقيق
الإنجاز والطموحات.
وثمن مبادرة كليات التقنية العليا “لقاء” التي أتاحت المجال للقاء شباب
وفتيات المستقبل والتحدث إليهم والاستماع لأفكارهم وأسئلتهم، في ظل
اهتمام الكليات بتوجيه فكر طلبتها نحو ريادة الأعمال ليكونوا مؤثرين
ومساهمين في بناء الاقتصاد المعرفي.
وأكد الشيخ سلطان بن أحمد القاسمي في حديثه للطلبة أن الفكرة تأتي في
المرتبة الأولى لأية مشروع مستقبلي قبل رأس المال وأن المستقبل مفتوح في
سوق العمل أمام أصحاب الأفكار الذكية والمبتكرة وشدد على أهمية أن
تستهدف الفكرة المجتمع وقال إن الدراسة وامتلاك المعرفة اللبنة الأساسية
للانطلاق لعالم ريادة الأعمال.
وأضاف إنه لتحقيق النجاح يجب الإبداع في الأفكار والمغامرة المدروسة
وعدم بناء توقعات النجاح منذ بداية المشروع فالفشل هو تجربة وجزء من
النجاح و أن ينظروا لأية خسارة في بداية مشاريعهم على أنها رسوم
يدفعونها في مدرسة الحياة ليتعلموا منها وينطلقوا بإصرار وعزيمة على
تحقيق النجاح.
وقال إن ما يميز ريادة الأعمال قدرة صاحبها على خلق فرص عمل في
المجتمع مما يعد انجازا ذاتيا مهما كانت نتائجه لافتا إلى أن عالم ريادة
الأعمال لا يختلف عن أي عمل آخر فلكل عمل مسؤولياته وظروفه وتحدياته
وأكد ضرورة الثقة بالقدرات الذاتية والمعرفة الكاملة بطبيعة العمل
والتصميم على النجاح.
واستعرض الشيخ سلطان بن أحمد القاسمي تجربته العملية التي خاض بها
العديد من المجالات المتنوعة مشيرا إلى أن سر نجاح العمل الذي ينجزه أي
رائد أعمال، العمل بروح الفريق والاصرار على النجاح والحرص على التطوير
الذاتي والتعلم المستمر واستثمار الفرص.
و أكد الشيخ سلطان بن أحمد القاسمي أهمية الجانب الإنساني، معتبرا أن
العمل التطوعي جزء من حياة الفرد كونه فرصة لخدمة المجتمع ورد جميل
الوطن وله لذته الخاصة على مستوى الفرد من إرضاء للنفس وإسعاد للذات
مثمنا مبادرة كليات التقنية العليا باعتبار العمل التطوعي جزءا من
متطلبات التخرج لجميع طلبتها.
وأشاد بجهود الكليات في مجال إعداد طلبتها في مجال ريادة الأعمال
ومبادراتها في هذا المجال من خلال حاضنات الأعمال وفضاءات الابتكار.
ولفت رئيس مجلس الشارقة للإعلام إلى مبادرات دولة الإمارات الداعمة
للمشروعات الناشئة نظرا لأهميتها في دعم التوجه الاقتصادي للدولة لافتا
إلى أهمية الابتكار والإبداع في ريادة الأعمال والإرادة والتصميم في
مواجهة التحديات.
واستعرض الشيخ سلطان بن أحمد القاسمي ضمن طرحه الملهم للشباب عوامل
نجاح المشروعات الريادية التي تبدأ بدراسة المشروع والقدرة على إدارة
الوقت والاستفادة منه واختيار الفريق المؤهل والقادر على حمل المسؤولية
وبناء التوقعات الايجابية والسلبية وخطط العمل البديلة لمواجهة التحديات
المتوقعة.
و دعا الشيخ سلطان بن أحمد القاسمي إلى بناء مشروعات ابتكارية وايجاد
صناعات وأفكار جديدة على أن تسبقها دراسة حول الجدوى الاقتصادية
والبيئية، وأثرها المستقبلي .
كان سعادة الدكتور عبد اللطيف الشامسي مدير مجمع كليات التقنية
العليا قد رحب في بداية اللقاء بالشيخ سلطان بن أحمد القاسمي معربا عن
فخره باستضافته في مبادرة “لقاء” لتشجيع ريادة الأعمال بين الشباب.
و أشاد الدكتور الشامسي بجهود الشيخ سلطان بن أحمد القاسمي ومبادراته
المختلفة كونه شخصية وطنية متميزة في مجال الإعلام وريادة الأعمال
بالإضافة الى تميزه في الجانب الإنساني مما جعله نموذجا ملهما للشباب،
داعيا الطلبة للاستفادة من الفرصة لصقل طموحاتهم وتوجهاتهم المستقبلية
في عالم ريادة الأعمال وفي خدمة الوطن.
و أشار إلى أن مبادرة “لقاء” تتماشى مع الرؤية الاستراتيجية لكليات
التقنية العليا “الجيل الثاني” والتي تحمل العديد من الركائز والأهداف،
وأحد أبرز أهدافها الاستراتيجية، الوصول إلى أن يصبح 5% من خريجيها في
العام 2021 رواد أعمال.
بتول عبدالعزيز –