دبي في 13 نوفمبر / وام / قام المركز الدولي للزراعة الملحية “إكبا”
والصندوق الدولي للتنمية الزراعية “إيفاد” – إحدى الهيئات المختصة للأمم
المتحدة – بإتخاذ خطوة باتجاه توحيد الجهود الرامية إلى تحقيق التنمية
الزراعية والأمن الغذائي في البلدان النامية ما يساهم في تحقيق أهداف
التنمية المستدامة للأمم المتحدة.
وبناءً على علاقة تعاونية استراتيجية استمرت لقرابة 15 عاما وقع
“إكبا” و”إيفاد” مذكرة تفاهم في هذا الصدد بحضور معالي مريم بنت محمد
سعيد حارب المهيري وزيرة دولة المسؤولة عن ملف الأمن الغذائي المستقبلي
وذلك في المقر الرئيسي لـ “إكبا” في دبي.
وبموجب مذكرة التفاهم سيقوم الجانبان ضمن فعاليات مختلفة بتبادل
المعرفة والخبرات الفنية وتحديد المشاريع المناسبة للتمويل المحتمل من
قبل إيفاد أو من جهات ممولة أخرى وتنظيم فعاليات لتبادل المعرفة وبناء
القدرات حول المواضيع ذات الاهتمام المشترك.
وسيشمل التعاون بصفة خاصة مجالات معينة كالمحاصيل المتحملة
للإجهاد والقادرة على التأقلم مع المناخ وإدارة الأراضي والمياه من حيث
الملوحة والصودية والتخفيف من تأثيرات التغير المناخي والتكيف في
البيئات الهامشية.
وسيعمل “إكبا” و”إيفاد” معا على استخدام المياه غير التقليدية
/كالمياه المالحة والمياه متوسطة الملوحة والمياه المعالجة والمياه
الصناعية وكذلك مياه الصرف الزراعي ومياه البحر/ المخصصة لشتى الأغراض
الزراعية والزراعية الحرجية فضلا عن إنتاج البذور واستخدام نظم الري على
نطاق صغير.
وهذه المجالات هي ضمن أعمال المركز حيث استطاع مراكمة ثروة من
المعرفة والخبرات والتقانات على مدى نحو 20 عاما من العمل ليتبوء اليوم
موقعا متميزا يتمكن من خلاله مساعدة البلدان على مواجهة التحديات التي
تقف في وجه الإنتاج الزراعي في البيئات الهامشية.
وخلال مراسم توقيع مذكرة التفاهم ..قالت معالي مريم بنت محمد
المهيري: لقد بات الأمن الغذائي الهدف الرئيس لدى حكومة الإمارات إذ دعت
قيادتنا الحكيمة كافة الكيانات المعنية إلى وضعه في قمة أولياتها ونحن
في مكتب الأمن الغذائي لدينا إيمان راسخ بأنه لا يمكن تحقيق أي هدف وطني
من هذا المستوى دون أن تتضافر جميع جهود كافة الكيانات ذات الصلة ونرحب
في هذا المقام بهذه الإتفاقية التي أبرمت اليوم ونشجع كافة أنواع
التعاون الذي يفضي إلى تحقيق التنمية المستدامة والأمن الغذائي.
وأضافت معاليها أن مذكرة التفاهم هي خطوة مهمة في هذا الصدد
..وقالت ان تبني التقانات المتطورة وتبادل المعرفة والخبرات هي من أهم
مقومات تحقيق الأمن الغذائي فالتقانات تلعب دوراً في السعي إلى تعزيز
ثورة غذائية مستدامة وغنية بالمغذيات وفي هذا السياق ينبغي علينا أن
نكون منفتحين أمام تقبل هذه التقانات بالإضافة إلى الإسهام بدور حيوي في
إنتاجها أيضا.
من جهتها قالت السيدة شارلوت سالفورد النائب المشارك لرئيس إيفاد
بقسم العلاقات الخارجية والحوكمة : إن الهدف من مذكرة التفاهم يكمن في
تعزيز العلاقات بين إيفاد وإكبا بهدف رفع مستوى أعمالنا في أفريقيا جنوب
الصحراء الكبرى وتحسين فعالية استثماراتنا فعلى مدى عشر سنوات من
التعاون المثمر قدمنا منحا إلى “إكبا” بهدف مساعدة المزارعين أصحاب
الحيازات الصغيرة على تحسين إنتاجيتهم ومصادر المعيشة لديهم وهنا نقدر
الخبرة المديدة لـ”إكبا” في تفصيل الابتكارات التقانية المخصصة لتنمية
الإنتاج الزراعي.
وقالت الدكتورة أسمهان الوافي المدير العام لـ “إكبا” : يسرنا
إبرام هذه الإتفاقية مع إيفاد الذي كان دائما داعما لمهمة إكبا في تحسين
مصادر المعيشة لدى المزارعين في البيئات الهامشية .. لا شك أن هذه
الشراكة الجديدة ستعزز جهودنا البحثية والتنموية كما ستساعدنا على العمل
مع إيفاد يدا بيد لتحقيق الأمن الغذائي والتغذوي لاسيما في أقل البلدان
دخلا والإسهام في تحقيق أهداف التنمية المستدامة للأمم المتحدة لاسيما
الهدفين الأول والثاني.
ويعد إكبا الذي تأسس عام 1999 أحد المنظمات الرائدة على مستوى
العالم في ميدان بحوث الزراعة الملحية إذ نفذ المركز حتى اليوم برامج في
أكثر من 30 بلدا تقع جلّها في منطقة الشرق الأوسط وشمال أفريقيا وآسيا
الوسطى والقوقاز.
وكمركز للبحوث الزراعية التطبيقية يعمل إكبا على التعامل مع
المخاطر الراهنة منها والمستقبلية والمشكلات التي تواجه الزراعة في
المناطق الهامشية أما التركيز الأساسي للمركز فينصب على تحديد واختبار
محاصيل وتقانات تتمتع بكفاءة استخدام الموارد وتتسم بذكائها المناخي
وجعلها نموذجية في المناطق المتأثرة بالملوحة والنادرة المياه والمعرضة
للجفاف ونتيجة لذلك استطاع إكبا مراكمة خبرة تطبيقية واسعة وأوجد حلولا
مفصلة لمشكلات الملوحة وندرة المياه والجفاف وعليه يتبوء المركز موقعا
فريدا يمكنه من إدخال محاصيل وتقانات ذكية مناخيا يكون الطلب عليها على
أشده في شتى بقاع الأرض، سعياً للتخفيف من تأثيرات الأزمات الغذائية
والمائية المرتقبة.