الجمعة، ١٦ نوفمبر ٢٠١٨ – ٩:٢٧ م
أبوظبي في 16 نوفمبر / وام / احتفى مركز جامع الشيخ زايد الكبير
بـ”اليوم العالمي للتسامح”، والذي يصادف 16 نوفمبر من كل عام وذلك
انطلاقا من رسالته الحضارية، ودوره الرائد في إيجاد قنوات للحوار مع
الآخر، وتوفير فرص للتقارب بين الأديان والثقافات، وامتدادا لنهج
القيادة الرشيدة، المستلهم من إرث الوالد المؤسس المغفور له الشيخ زايد
بن سلطان آل نهيان -طيب الله ثراه- في إرساء قيم التسامح والتعايش
والانفتاح على الثقافات.
وفي إطار هذه المناسبة، أقام المركز معرضاً للصور، سلط من خلاله
الضوء على منظومة من القيم الإنسانية، على رأسها قيم التسامح والسلام،
واحترام الإنسان مهما كان معتقده، وهي القيم من بين المعاني التي يدعو
إليها الدين الإسلامي الحنيف، وقد عزز الوالد المؤسس المغفور له الشيخ
زايد بن سلطان آل نهيان، طيب الله ثراه، تلك القيم وأرسى جذورها في بنية
الدولة الاتحادية منذ لحظة قيامها.
وكان المعرض فرصة لإطلاع زوار الجامع ومرتاديه على حضور هذه القيم
النبيلة في التشريع الإسلامي.
كما دشن المركز وسم “التسامح” في واجهة الجامع، مبرزاً دوره الرائد
بوصفه أحد أهم المنابر التي تحمل على عاتقها رسالة المحبة والتقارب،
والدعوة إلى الاعتدال.
وبرزت هذه القيم جليّةً خلال الجولات التي قدمها أخصائيو الجولات
الثقافية المواطنون، إذ اطلع زوار ومرتادو الجامع على أهمية اليوم
العالمي للتسامح، وضرورة بذل كل ما يمكن من جهود منسقة لضمان أن تصل
رسالة التسامح إلى كل إنسان يعيش على هذه الأرض الطيبة، وحشد الأصوات
إقليمياً وعالمياً من أجل ترسيخ ممارساته وتحصين الناس جميعاً، ولاسيما
الشباب، ضد كل دعاوى التباغض والتعصب، ومواجهة مثيري الفتن والصراعات في
كل مكان من العالم.
وقال سعادة الدكتور يوسف العبيدلي مدير عام مركز جامع الشيخ زايد
الكبير بهذه المناسبة: “تنطلق مشاركة المركز في هذه الفعالية العالمية،
من كونه مقصداً للزوار من مختلف الجنسيات والثقافات والديانات، يلتقون
فيه جميعا على اختلاف أجناسهم وألوانهم ومعتقداتهم، ويستقبلهم بكل ما
يتسم به الدين الحنيف من رحابة، حيث اضطلع المركز منذ تأسيسه بمسؤولية
نشر ثقافة التسامح وترسيخ قيم السلام”.
وأضاف : “يعمل المركز جاهداً لترسيخ قيم التسامح من خلال منظومة من
المبادرات والممارسات المنبثقة من رؤيته ورسالته الداعية للوسطية،
ويتجلى ذلك في الجولات الثقافية المُقدَّمة للزوار حيث يقدم أخصائيو
الجولات الثقافية من أبناء الوطن خير مثال لما يتسم به مجتمع الإمارات
من اعتدال وانفتاح فكري متزن، وقبول للآخر، دون المساس بثوابت الدين
الإسلامي الحنيف، والهوية الوطنية، ذلك إلى جانب ما يقدم على مدار العام
من أنشطة ومبادرات محلية وعالمية تصب جميعها في بوتقة القيم الإنسانية
العليا، وعلى رأسها الوسطية والاعتدال”.
جدير بالذكر أن دولة الإمارات تحتضن أكثر من 190 جنسية تمثل طيفاً
كبيراً من الأديان والمذاهب والمعتقدات والثقافات، ويعيش أفرادها معاً
بسلام، في انسجام وتناغم مجتمعين، وفي إطار من العدل والمساواة واحترام
القانون، وهي قيم أصيلة راسخة في عمق تاريخ الإمارات، مستمدة من روح
الدين الإسلامي وعقيدته السمحة، حيث تسعى دولة الإمارات جاهدة لبناء
مجتمع متلاحم والعمل على تعزيز مكانتها كنموذج يحتذى في نبذ كل أشكال
التطرف ومظاهر التمييز بين الناس، من خلال إسهامها بدور فاعل في إرساء
الوسطية وتشجيع الحوار بين الأديان على الصعيدين المحلي والعالمي، عبر
منابر وقنوات يعد مركز جامع الشيخ زايد الكبير من أهمها، الأمر الذي يعد
دافعا رئيسا لسعي المركز الحثيث، في ترسيخ دوره الحضاري الفاعل من خلال
ما يقدم من برامج وأنشطة ومبادرات.
وام/مصطفى بدر الدين